Wednesday, October 18, 2006
Monday, May 15, 2006
الحب الأول
وهو أولى محاولاتنا للتعلم عن طريق التجربة .. وليسَ كالعادة عن طريق نصائح الآخرين !
إنّ الحب الأول هو المعلم الوحيد الذي يجلس على كرسي في زاوية الذاكرة يراقب مسيرة الحياة عندنا بعدَ أن غاب مدرس الحساب والقراءة والعلوم من الذاكرة .. إلا من بعض الآثار لأسمائهم على جدارها !
إنّ القلب غير القادر على الحب أكثر من مرة هو المشاعر غير القادرة على العطاء .. والانسانية المتعطلة عن التواصل .. والضمير الي لا يثأر للحق دائماً ..
أسوأ ما في الحب الأول .. أنهُ ليسَ الأخير ..
وأسوأ مافي الحب الأخير .. أنهُ ليسَ الأول ..
Saturday, May 14, 2005
لكل من وثق فىّ
اطمئنوا إذا امسكتم يدى ودفعتكم برهة للخلف... فهى تستعد لأن تجذبكم للأمام ...
لأنى إن كنت فى الأمام طلبتكم معى... وإن كنت فى الخلف تمنيت أن أكون معكم...
لستم أجمل شئ فى الوجود لكنم أغلى شئ عندى...
لن أحب نفسى أكثر منكم... لكنى أحب النجاح أكثر منكم...
اسبروا أغوارى لتعرفوا من المتكلم...
فربما ظهر لكم ما كنتم تجهلون وربما ظننتم مالا تعرفون...
إذا اقتحمتنى يوماً ووجدت مصباحاً مطفئأ... فأرجوك أن تشعله... فستجد يدى ممتدة لك بالثقاب...
ومن يجد منكم ناراً تحرقنى فأرجوه ألا يتركنى... فوددت أن أجد من يعيننى على إطفائها طويلاً...
فلا هذه المصابيح أنا أطفأتها ولا هذه النيران أنا أشعلتها...
احتاج إليك...
أنانيتى ان من منكم ليس منى وددت ان اجعله منى...
طمعى ان من ليس معى وددت وأنا أركض أن أجذبه معى...
لكنى لا أطيق البقاء فى الخلف...
فاركض معى وأعلم أنى أصبر على أنفاتسك المتلاحقة...
واعلم أنى وددت أن ابتر قدماى لأعطيها إليك...لكنها لن تنفع...
فضلت ان أعلمك الهرولة... فلا تبغضنى... فخطالك تتسارع...
فلا العلم ليس ملكى وليس العلم ملكك...
أرجوك ابغض الكسالى ولا تبغض تسارعى... فأنت تتسارع...
وإذا سبقت ... فأرجوك أن تجذبنى معك...
وإذا كنت تجدنى أجرى إلى الظلمة فلا تبتئس من المتسارعين فأنا أبطأهم...
رجائى ألا تبقى الحياة كما لوكانت بدونى...
ورجائى الأكبر ألا تبقى الحياة ونحن واحد مثلما هى ونحن فردين.
وأملى أن أجد من الأسباب ما أصل به إلى رجائى...
واعلم عنى أنى لا ابيع البيع خاسراً ولا ادخل تجارة بائرة...
وإن كنت اخترتك رفيق دربى فأعلم أنى اموت دونك....
أو أتركك إن كنت لا تموت دون نفسك... وتبغض كل الراكضين...
إذا كنت ترانى تلميذا خائبا فى مدرسة الحياة فإما أن تعلمنى ما هى الحياة أو تكن مثلى...
فكما علمتنى... لا يوجد صواب ولا يوجد خطأ...
إمضاء: عين النفس!
Wednesday, May 04, 2005
محطات فى الحب
محطات فى الحب
(كتبت هذا المقال رداً على مقال نشرة أحمد السعيد على الـ blog الخاص به - المتحدث إليه هى المشار إليه هو أحمد السعيد )
شوف يا صاحبى... ابدأ معى الرحلة وسوف تجد الكثير لما يروى رغبتك فى المعرفة عن الحب... قد أصيب وقد أخطئ...فالقطارات شتى..لكنى أعرض عليك قطارى.... لا أعدك بكل ما تراه من نافذته لكنى آمل ان تجد قطارك الذى يحملك إلى محطة السلامة والطمأنينة.
المحطة الأولى (الرغبة)
الحب هو رغبة فى امتلاك الآخر وأن تكون مملوكا من الآخر... ربما إرضاء لرغبة الاحتياج للآخرين واحتياج الآخرين إليك... أمل فى دنيا جديدة مع شخص جديد خارج دنياك الحالية. الحب يبدأ برغبة، وإعجاب وشغف... وغالبا لا يتوافر فى زواج الصالون... فأنت تتقدم للزواج بغية فى إكمال نصف دينك وسد خطى الشيطان عن نفسك....
الحب ثقة فيمن تحب، تأمنه على نفسك وعلى ذريتك من بعدك، على مالك على مستقبلك على كل ما يهمك فى حياتك...
الحب رغبة لا تفسير لها... شغف وإعجاب... لكنى أرجوك ألا تنخدع بشغفك فتاه من وسط معين... أقل من وسطك أو أعلى ...وخذ هذه الحكمة منى... من لا تثق فى رجالهم لا تثق فى نسائهم... وقل لمن تهمك أمرهما "من لاتثقين فى نسائهم لا تثقى فى رجالهم".... فالناس من مجتمع معين شاكلة واحدة ولون واحد.
المحطة الثانية (من يحب من)
البنات لم تتغير يا صديقى... وإذا أكملت معى السفر إلى محطة الوصول فسوف تعرف ان الحب كالمسجد لا يعمرة إلا أهله... لا يهم اجناسهم ولاأنواعهم سواء كانوا ذكورا أم إناثا... بل المهم أن يكونوا مؤمنين به... لا تفكر من سيقول لمن أحبك..أنت أم هى... فأنت وحدك لست المشتاق الوحيد للحب... فللفتاه مشاعر وأحاسيس...الفتاة يمكنها ان تتغلب على قوالب العادات والحواجز إذا ساقتها رغبة الحب... وتتفاوت الأفعال حسب شخصية الفتاة وبيئتها... لكنها ليست منعدمةكما ترى فى وجهعة نظرك... صدقنى؛ الفتاه إذا احبتك كانت أشرس من يقاتل من اجلك ولكن بشرط واحد..... أن ترى فيك الرجل المناسب الذى تتخيله لنفسها، وإذا احبتك الفتاه واحسَّت بأنك تبادلها الشعور وترتضيها لنفسك زوجة المستقبل فأرجوك ألا تكن سلبيا فى مشاعرك وإن لم تجهز عدتك لبدء الرحلة معها والتخطيط لحياتكما... فصدقنى ستجد فى الطريق وعونا وسندا من كل ما حولك... وأول عون على مشاق الرحلة سيكون.... هى!
المحطة الثالثة (الماديات)
لا أقصد بالماديات الأموال فقط... فخذها بالمعنى الأشمل... المادى هو كل ما لا يكون معنوى... وعلى الرغم من أن الحبَ أحساسٌ معنوى إلا أنه يحتاج إلى الكثير من الماديات لكى تقيم هيكله وتصلب طوله. فمثلا: لا تفكر فى أنك ستحب من لا تعرف أو أن من لا يعرفك سيحبك من بعيد... فهذا يقال له "الصدفة"... ولا تفكر بأنك سيكون لك معرفة بنفوس بنات حواء وأنت لا ترى إلا نسخا مشوهة منهن على صفحات المجلات وشاشات الفضائيات.... لا تفكر فى ابنة الأمير وأنت ابن الفلاحين... لا تفكر انك ستحتمل الأستاذة الجامعية وانت جاهل... لا تفكر فى المستحيل حتى لا ترى المستحيل فعلاً. إذا اعجبتك فلانة فأرجوك أن تفكر هل لك منها سبيلاً؟ إذا كان لك منها سبيلا فاقترب! وإذا لم يكن لك سبيل إليها ونكًَل بك الشوق فأرجوك أن تعرف أنَّ الحبَّ هو خط اتصال "رايح جاى" ابحث عن كلاهما ولا تكتفى بخط واحد فحسب...وإلا وقعت فى محظور "الحب من طرف واحد". وحذار من "ركوب بحر التمنى"... تحب انسانة ليست لك.. ولا تدرى عنك شيئاً... وربما وهبت نفسها لغيرك وتبقى معلقا بها شغفك بها يسحبك على وجهك ويدمر حياتك... وليس بينكما قمحٌ ولا صاعٌ.
المحطة الرابعة (الحاجة)
لا تفكر انك تستخترع مالا تحتاج... فكر فى هذه إحدى حكم الـ business التى تعلمتها من أحد الاساتذة، حكمة فكر فيها كل أمور حياتك... قبل أن تركب بحار تمنى محبوبة ما: "what you cannot buy you cannot sell"، صدقنى صفات فتاه أحلامك ستجدها فى ألف فتاه من ممن تراهن حولك فى الحياة... ومنهن عشر فتيات تحبك إذا قابلتهن فى الحياة، لكن صدقنى منهن واحدة هى التى تستحقك وجديرة أن تفز بك، فستجد ما تريد وأكثر لكن اخلع النظارات السوداء من على عينيك وفكر فيما تحتاج فعلا من تجد... وإذا لم تصل إلى شئ فربما تنقذك هذه الحكمة... "حب ما تجد... تجد ما تحب". اخرج من ركود حياتك وانت ستجد من تحبك... جدد نظارتك إذا احسست انك لم تعد ترى بها الحياة جيداً.
المحطة الخامسة (المراهقة)
فكر بنظرة الزمن القادم... بالأمس كنت طفلا واليوم انت رجل... لا بل سأقول مراهق... معظم ما تحس تجاه بنات حواء هو من قبيل احاسيس المراهقة ولا يصلح كحب قائم بذاته متحدٍ للعقبات... ربما من مظاهر النضوج تغير احساسك نحو الأطفال إلى أحاسيس الأبوه.. فقد أصبحت "عمو" بعد ان كنت تتخاطف الألعاب من بين أيدى الأطفال... هاأنت ذا تريد ان تعلم من هم أصغر منك ما تعلمته فى رحلتك الصغيرة فى الدنيا .... وإذا احسست انك تريد ان تحمل أثقال الدنيا على كاهاك وتجرى بها سعيدا فأنت قد نضجت... وإذا كنت نضجتَ فأنا أبشرك بأن تثق فى أحاسيسك وإن كنت ترى معظمها ناتج من "الفراغ العاطفى"... لا ترفض ان تكون محبا من أجل "الفراغ العاطفى"، فكلنا فرسيته... لكن إذا ساقك فراغك العاطفى تجاه من أنت شغوف به فرجائى لا تشل عقلك عن العمل... فربما وجدت فعلا شريكتك التى تناسبك... وانت تظلم حبك لها وحبها لك وتعتبرة نوعا من أحاسيس المراهقة... أرجوك ألا توقف عقلك عن التفكير أمام قلبك الخفاق فى صدرك فهذه المراهقة بعينها وأبشرك إذا كنت قلبا بلا عقل أنك كالسفينة بلا ربان ومهما ابحرت طويلا فسوف تصطدم بفتاه تبهر النظر وتؤلم النفس!
المحطة السادسة (الخلاص)
أحد الناس الذين عملت معهم فى الأجازة الصيفية علمنى حكمة صغتها كالتالى : "الماهر هو الذى ينفخ بالونه ليحمل أكبر قدر من الهواء دون أن ينفجر"... حاول أن تتمدد مع المشاكل مهما تمددت فأنت محتويها دون أن تنفجر... لا تنتظر فى الحب عصا سحرية تعالج لك مشاكلك.. بل ان تجربنتى تقول ان ضغط المشاكل سوف يتضاعف عندما تجد الحب... فمن واقع الأمر انك سوف تحمل مشاكلك القديمة بجانب مشاكل محبوبتك... فمن الآن مرن نفسك على حمل الأثقال!
المحطة السابعة (لم نفز بالأرض... فهيا نخرج بشرف الفرسان)
وراء الحب تكمن رغبات مركبة تدفعه أن يكون جريئاً ومهاجما... يغزو حصن الآخر ويصارحه. إذا دخلت معركة المطالبة بحقك فى الحياة فلا تنس شرف الفرسان... فربما تغلب فتفز بما ترغب وربما يكن ما ترغبة ليس ملكا لك أولا يرغبك فكن فارسا شجاعا ينسحب من المعركة إذا أحس بنقص عتادة وأنه لا يقوى على هذه المعركة... أو أنه يجرى ليحارب مالا يستحق منه ضربة سيف ولا طعنة رمح ولا دمعة فراق.
المحطة الثامنة (الوهم)
الحب إذا بنى على الوهم والتجمل والإخفاء فأنا أبشرك انك سوف تحظى بأسوأ يوم صباحية أو ربما أسوأ شهر عسل وقد تمتد لتكن أسوأ حياة عرفها بشرى... لا تبهرك المظاهر فكلنا وجهه منقلب فى الصباح وصوته يكون فيه حشرجة من أثر النوم... بل ربما تفكر انك سوف ترتبط بشجرة من أشجار الجنة تنبت لك ثمرا فور ان تقطفة... صدقنى يا صديقى... ان من سترتبط بك انسانة بشرية مثلك... فلحظات هى جميلة كالملائكة... ولحظات تعود إلى بشريتها المعتادة.. إلزم الواقع فيما تروى عن نفسك وابحث عن الواقع فيما ترى من الجمال حتى لا تصدمك الأوهام.
المحطة التاسعة (إحساس القميص)
إذا فزت بما ترغب وأصابك إحساس "القميص" فلا تقلق... واصبر عليه... إحساس "القميص" هو احساسك تجاه قميص غال ابهرك وهو معلق داخل الـ "فاترينة" أحد المتاجر وها أنت ذا عدت إلى المنزل ومزقت غلافه وتنظر إليه وهو ملكك... تحس بأن لونه قد تغير قليلاً عما كنت تراه فى المتجر أو أن طول كمه لا يناسب ذراعك....... بل أفظع من ذلك احساسك وأنت ترتديه وانت تنظر إلى غيره المعلق فى الفاترينات أو إحساسك تجاهه مقارنةً بقمصانك القديمة.... على هذا النحو قد تحس بأن شغف محبوبتك بك ربما يقل إذا اسرفت فى الافصاح عن حبك لها... عليها ان تصبر على احساسها بأنك "عادى" وربما انت تحس بذلك أيضاً... ولربما أحسست يوما ما بأنك ارتكبت أفظع خطأ فى حياتك بأنك صارحت فتاه بحبك لها.. لكن حذار أن تقوض المعبد على رأسك....صدقنى إنه احساس زائف مادمت حسبتها بعقلك وقلبك معا... واستفت دائما قلبك وإن افتاك الناس!
المحطة العاشرة (الخلافات)
يمكنك أن تقيس حبك لشخص ما بعدد المشكلات التى حدثت بينكما! فكل مرة استطعتما ان تجتازا العثرات وبقيتما على محبتكما وصدقاتكما .. تسوق كل منكما رغبتكما فى التفاهم... والبقاء بجوار الآخر.. تحدوكما رغبة كل منكما فى التنازل عن رأيه إذا ما أحس بما يهدد علاقتكما... مستعدان أن تقنعا بعضكما مهما تعقدت المسألة
الأخيرة (آفة البشر)
وها أنت ذا قد استقرت بك الخطى فى هذه الرحلة...... ووصلت إلى محطة الوصول... تذكر ان تتخلص من أفظع آفة اجتماعية لدى البشر... إنها "الحكم على الناس بدون بينة"... فصدقنى قد ترى أعتى الناس قوة ضعيفا إلى اقتربت منه وقد يكون اكثر الناس غنا فقيرا لأشياء كثيرة. عندما يثير اشمئزازك شخصٌ ما أو يثير أعجابك؛ فعليك فى التو الاقتراب منه ومعرفة شخصيته... تأكد مما يعجبك وتحرى مالا يعجبك... صدقنى يا صديقى هذا هو ما جعلنا أصدقاء: أننا رفعنا النظارات المعظِمة التى كنا نرقب بها بعضنا البعض عن بعد واقتربنا من بعضنا لنرى بعضنا عينا بعين... ابتعد عن مجالس الغيبة واترك لنفسك وقتا للحكم على الآخرين فقد يهيأ لك أن شخصا ما قد تجاوز من الفجور والبغى مالا يطاق... وهو فى ذاته لديه نية سليمة تريد من احدهم ان يخلصها لكى ينقذه من لعنة الفجور!
اللى مالوش ظهر ينضرب على قفاه
المصدر: BBC News Arabic
Wednesday, April 27, 2005
دموع على اللبن الفاسد
كان ياما كان... يحكى انه كان هناك رضيع جميل... يحبه الجميع ويحبه أبوه وأمه... رضيع يحتاج للرعاية والحنان... ومن فرط حب أبويه له ورغبتهم فى أن يروه كبر اليوم قبل غد؛ قررا ان يمنعا عنه لبن أمه مبكراً حتى يكبر فى نظر خيالهم المريض سريعا... فالرضاع فى نظرهم عيب... ومظهر من مظاهر الضعف... لا بجب أن يطلبه أحد... فهما عاشا ظروفا أسوأ منه ولم يرضعهم أحد... إنه رفاهية من رفاهيات أولاد هذه الايام!
كبر هزيلا وشب والأمراض تتكالب عليه... فمناعته ضعيفة ومقاومته واهية... اعتاد الألم فأصبح يئن دون همس... وعلى الرغم من ذلك أصبج نما بدنه مشوه قليلا ولكنه نجا بكف يتحسس به الأشياء ولسان ينطق به حينا ويبكى حيناً... ورجلين يمشى بهما خطوة ويسقط أخرى...عاش عيشة الحرمان فى أبسط حقوقه فى الحياة والتى لم يمنعه منها إلا بلاهة تفكير ابويه....
يوما بعد يوم... والرضيع قد أصابه الهزال والاصفرار وهو لا بعرف ماذا يحدث له... لماذا فعلا ذلك فى مصيرة... وأين اللبن الذى كان يجب ان يتلذذ به وهو فى عمر الرضاع ... حقه فى الحياة... حقه الذى قسمه الله لمن هم فى مثل عمرة وعلى شاكلته... بكى... وقالوا أعطونى حقى لأنكم لستم عاجزون أن تعطونى إياه... ولم يجد إلا صفعة على وجهه وركنا مظلما يبكى فيه!
وذات يوم أبصر زجاجة بها سائل أبيض فى يد أحد أصحابه... جاء يهديها له... حقا إنه السائل الذى طالما حرمت منه... أدمنه وخطط حيانه بأنه ييشرب هذا اللبن الصناعى دوماً ليعوض ما فاته، فطعمه أحلى من لبن الماضى على الرغم من انه ليس فى نفس فائدته... واكتشف الطامة الكبرى بأن الجميع من حوله قد أمنوا هذا اللبن المزيف... فهاهم أصدقاؤه... وهاهم إخوته وحبيبته كلهم يشربوان من هذا اللبن... إنه الخلاص من عذاب الماضى! وساعدته أخته بأن ابتاعت له "كرتونه" من هذا اللبن.
اليوم وهو لا يستطيع ان يتوقف عن ادمان هذا اللبن الذى يشبع لديه غريزة أكثر مما يسد جوعا... فوجى بأمه اكتشفت ضعف عضلاته وسوء صحته ورأت بجوارة كما من الزجاجات الفارغة... يالمصيبة والداه قررا أن يعطياه من اللبن الذى حرماه منه... ولكن كيف بعد ان تخثر واصفر لونه! احس بالفرح لحظة ان بدأ يرشف وإذا به يبصقه على الأرض... هل هذا الذى كنت أريده وانتظرة من عمر مضى... انه ماسخ الطعم مصفر اللون... وانا اصبحت لا استطيع ان أشرب إلا ما اعتدت على حلاوة طعمه! من فرط الذهول رشف رشفه أخرى عسى ان يحس بجديد... ولم يتمالك نفسه إلا وهو يبصق اللبن مرة أخرى ويبكى... وينظر إلى اللبن على الأرض ويفكر....هذا حقى قد أضاعاه والداى بنظرهما الضيق وسوء تصرفهما...
Wednesday, March 02, 2005
مجانين
سامر سرحان
Friday, February 25, 2005
أنبياء
نعم اليوم صدق جنونى... وجنون أصحابى من حولى...
الرسول هو من يحمل نفسه رسالة ينفق عليها من وقته وماله ومجهوده ويفنى فيها حياته من أجل أن يهدى الناس أو أن يصل إليهم معنى معين أو ينقذهم من طر يهددهم لا يأبهون له....
اليوم رأيت بعينى معنى أن الأنا يجب أن يذوب فى النحن!
تصور معى شخص فريد الذكاء والمهارة ذو خبرة علمية وصاحب تقدير قى الأوساط العلمية فى الداخل والخارج... تخصص فى تطوير المنتجات وحصل على الدكتوراه من جامعة الـ MIT. بعد كل هذا يعود لمصر... ويقابل زملاؤه وطلبته ويقف بين من يعرف ومن لا يعرف يعلم الناس ما تعلمه... بدلاً من ان يمكث للخارج يعطى علمه وفكرة لمن لا يحتاج لمجهوده فى مقابل أن يحصل على مردود مادى أو مستوى معيشى أفضل... لابد أن هذا الإنسان يملك من الإرادة والإيمان بما يقوله وما يفعله ما يجعله يتحدى نفسه إذا سولت له ترك البلد الفقير الذى خرج منه والوجوه السمراء التى تتلمذ على يديه
إنه د/ خالد عز الدين اسماعيل..... مستشار وزير الاتصالات والمعلومات
بدأت معرفتى به فى دورة تدريبية للوجوه السمراء عن أساسيات نتقصهم لا يدرونها فى رحى الكلية... هذه الدورة تتكلف ألاف الجنيهات الاسترلينية لكل تسمعها فقط فما بالك بأحد مديرى مشروعات IBM يقول لك قم بتجربه ما أقوله لك فى مشروع صغير وسأعطيك جائزة عنه إذا أجدت تنفيذ ما قلته لك...
لا أستطيع تفسير ما يفعله هذا الرجل إلا أنه قدر الأمانه اللى أعطاها الله له... وقام بأداء الرسالة...
ترى ما هى رسالتك فى الحياة؟ تأوى أولادك وزوجتك؟
هلا نظرت لمن حولك فى كل أرجاء المعمورة يأوون أولادهم وأزواجهم مثلك ويزيدون عنك بأنهم يأدون رسالة عليهم....تميزهم عن الأنعام التى تأوئ أولادها أيضاً وتربيهم حتى يصيروا قادرين على القنص والصيد....
هلا نظرت إلى أصنامك التى تطوف حولها يومياً ولا تدع نفسك تفكر فى أيها ينفع وأيها يضر!
انتهت الدورة وذكرى هذا الرجل تطاردنى كل مطلع شمس ومغيبها.... أحس بما كان يقوله فوق كاهلى... انا ومن معى هم من يرفع هذه الأمة أو يضحدها لبضع عقود أخرى من السنين حتى يبدل الله قوما غيرنا...
وجاءت أيام المشروع وكلى شك فيما كان يقوله... الوقت يضيق... والمهمة ثقيلة... ايه أسواق وأيه منتجات وأى كلام فارغ سوف نصنعه سيوافق الكلام العجيب الذى يقوله هذا الرجل...
ومرت أيام المشروع ويوما بعد يوم نعد الخطط... والافكار ونشحذ عقولنا لكل نحول التراب الذى لدينا إلى ذهب ونثبت بالأدلة المنطقية ذلك من دون أن نذكر الهرم... وأبو الهول والفراعنة ولا صفر المونديال أن ما نفعله هو منتج يمكن بيعه...
لم نأت بكنز من كنوز سليمان... ولا بصاروخ فضاء ولكن اجتهدنا فيما بين أيديناوما علمه لنا هذا الرجل...
وصدق جنوننا ونبوءاتنا... أخطئنا وأصبنا ولكننا فعلنا ما نقدر عليه....
وفزنا بالمركز الثالث
وأيام مضت ونفذ وقود الحماس وبدأت الأصنام تعود للظهور مرة أخرى وبدأ الإيمان يخور، إيمان بأننا يجب أن نكون بخير لكى ينبت لنا نبتا فى هذه الأرض...
وإذا بالنبى يعود... ولكن هذه المرة بدعوة أقوى وأوسع انتشاراً... مسابقة خطط الأعمال... ويدعو من يعرف من اتباعه ليعلم من لا يعرف...
أنا متأكد أن كلمة "خطة عمل" لم تكن فى القاموس المصرى قبل خالد اسماعيل وهاهو يدفع جميع السلطات التى تحت يده فى سبيل رسالته.... اعتقد أن دخول القرية الذكية لن يكون ممكناً لأى منا أن يدخلها إلا وهو موصى عليه بألف واسطة للعمل فى شركة أجنبية إلا وهذا الرجل موجود!
تذكرنى الوعود بالعمل فى القريو الذكية بما وعد به أحمد زويل بإنشاء المدينة التكونولوجية والتى جاء لها قرار من المحافظ بالنقل إلى قطر!
ترى ماذا تخبئ الأيام لنا؟
فلو كان د/خالد اسماعيل نبيا جديداً... لكفانى شرفاً أن أكون أحد حوارييه....
وإذا كان ما يقوله ضربا من الجنون فأنا سعيد أن بجنونى هذا
هنيئاً لأمريكا بابنها البار أحمد زويل
وهنيئا لمصر بانها البار خالد اسماعيل